الجمعة، 7 أبريل 2023

ادوات الشرط الجازمة وغير الجازمة

أدوات الشرط الجازمة والغير جازمة حيث يعد هذا الدرس من ضمن أصعب دروس منهج النحو في أغلب المراحل التعليمية.

بالرغم من أنه من الدروس البسيطة والمفهومة فبمجرد أن نعرف الأدوات ونعرف علامات الإعراب يصبح كل شيء منطقي ومتناسق، ولن نواجه أي صعوبة في تحري الإعراب الصحيح.

ادوات الشرط الجازمة وغير الجازمة

أدوات الشرط هي عبارة عن أدوات تستخدم في النحو لتكون وسيلة إلى الربط بين فعل الشرط وجواب الشرط، وهذه التركيبة تعرف باسم أسلوب الشرط، ويجدر معرفة أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين أدوات جازمة، وغير جازمة، وفيما يلي نتعرف على الأدوات غير الجازمة:

  • عرفت الأدوات غير الجازمة بهذا الاسم لأنها لا تترك أثر الجزم في الكلمات التالية لها.
  • وهي أيضاً لا تترك أي أثر نحوي مؤثر في الجملة بشكل عام.
  • الفرق الوحيد التي تصنعه أدوات الشرط غير الجازمة هو عبارة عن تغيير في دلالة الجملة.
  • ومن هذه الأدوات (لو – لولا – لَوْمَا – لَمَّا – كُلَّما – إذا – أمَّا).
  • بالنسبة إلى إعراب أدوات الشرط غير الجازمة فيكون محل نصب ظرف زمان.
  • نبدأ بمعنى الأداة (لو) وهي تعرف على أنها حرف شرط غير جازم.
  • يعكس امتناع جواب الشرط لامتناع الشرط، وهذا يقصد به امتناع حدوث فعل جواب الشرط، لامتناع حدوث فعل الشرط.
  • مثال على استخدام أداة الشرط غير الجازمة لو "لو أخلص المواطن دام التقدم”، وهذا يعني أنه بامتناع الإخلاص سوف يمتنع التقدم.
  • مثال آخر: لو جاء رمضان تصدقت على المحتاج.
  • هنا الجملة تفيد امتنع التصدق لامتناع قدوم رمضان.
  • بعض الحالات يمكن فيها أن يقترن جواب الشرط بلام التأكيد.
  • حيث يمكن أن نقول: (لو أخلص الطالب لدام التفوق).
  • هذه الأداة من أدوات الشرط غير الجازمة التي تدخل على الفعل الماضي غالباً.
  • ولكن أحياناً يمكن أن تدخل على الفعل المضارع، مثال (لو يطيعكم في الأمر لعندتم).
  • هذه الأداة لا تدخل على الأسماء أبداً، وحال جاء بعدها اسم صريح يكون إعرابه فاعل لفعل محذوف وتقدره من أو ما بعد الاسم.
  • مثال:( لو الطالب أخلص لتفوق) فتقديره (لو أخلص الطالب أخلص لتفوق).

قواعد أدوات الشرط الغير جازمة

  • يوجد بعض القواعد الخاصة بأدوات الشرط غير الجازمة والتي يجب علينا معرفتها بدقة، وذلك لأن هذه القواعد سوف تؤثر على فهمنا للفرق بين أدوات الشرط غير الجازمة وبين أدوات الشرط الجازمة، وفيما يلي نعرض هذه القواعد:
  • أدوات الشرط غير الجازمة الفائدة منها هي الربط بين فعل الشرط، وبين جواب الشرط، وهي ليس لها أي عمل إعرابي يذكر.
  • يجدر معرفة أن هناك معنى خاص بكل أداة شرط في حد ذاتها، أي معنى خاص بها، وينعكس هذا المعنى على معنى الجملة العام.
  • لكل أداة من أدوات الشرط التي ذكرناها موقع خاص بها في الجملة يختلف عن غيرها من الأدوات.
  • يمكن أن نعرف الأدوات (لو – لولا – لَوْمَا – أمَّا) على أنهم حرف شرط.
  • بينما (لَمَّا – كُلَّما – إذا) تعرف على أنها أسماء ظرف زمان.

أدوات الشرط الجازمة

نتعرف خلال هذه الفقرة على أدوات الشرط الجازمة، حيث تمتلك هذه الأدوات عمل في كل مما يليها من فعل الشرط أو جواب الشرط، وهذا يعني أن الجملة الخاصة بها تتكون من فعلين، وهي نفسها قسمت إلى قسمين نعرفهما فيما يلي:
القسم الأول حروف الشرط
  • حروف الشرط الجازمة هم عبارة عن حرفين فقط وهما (إذما – إن).
  • الحرف الأكثر استخداماً لغوياً على الإطلاق هو حرف (إن)، وهو يعرف على أنه حرف شرط لا محل له من الإعراب.
  • مثال على ذلك قولنا (إن تصم الست من شوال تكفيك).
  • الجملة السابقة حرف الشرط فيها هو (إن)، وهو الرابط بين فعل الشرط (الصيام) وجواب الشرط وهو (يكفيك).
  • يقال على ألسنة أئمة اللغة العربية أن حرف الشرط هو عمدة باب الشرط، وأن باقي الأدوات تحمل نفس معناه الذي لا يخرج عن باب الشرطية.

حرف الشرط (إذما)

إعراب هذا الحرف يشبه أخيه تماماً فهو حرف لا محل له من الإعراب، وهو مبني على السكون، حيث إن قولنا: (إذما يأتينا الربيع نفرح به)، ففي هذه الجملة حرف الشرط قام بالربط بين فعل الشرط (أن يأتي الربيع) وجواب الشرط (الفرح).
القسم الثاني أسماء الشرط الجازمة
  • من وما ومهما: هو اسم شرط جازم، إعرابه هو أنه مبني على السّكون في محلّ رفع مبتدأ أو (حسب الجملة).
  • متى: اسم شرط مبني على السّكون، وإعرابه في محلّ نصب ظرف زمان.
  • أيّان: اسم شرط مبني على الفتح، وذلك لأنه في محلّ نصب ظرف زمان.
  • كيفما: اسم شرط مبني على الفتح، وذلك لأنه في محلّ نصب حال، والما حرف زائد.
  • أنّى: اسم شرط مبني على الفتح، وذلك لأنه في محلّ نصب ظرف مكان.
  • حيثما وأينما: اسم شرط مبني على (الضّم تارة، وذلك بالنسبة إلى حيثما ومبني على الفتح تارة أخرى، وذلك في أينما) وهو يعرب في محلّ نصب ظرف مكان، وال(ما) زائدة.

الخميس، 30 مارس 2023

الأضداد في اللغة العربية

الأضداد في اللغة العربية

 الأضداد ظاهرة من الظواهر اللغوية التي أسهمت في نموّ الثروة اللفظية والاتساع في التعبير عند العرب. وقد عرّفها أبو الطيب اللغوي بقوله: «والأضداد جمع ضد، وضد كل شيء ما نافاه، وليس كل ما خالف الشيء ضداً له، ألا ترى أن القوة والجهل مختلفان وليسا ضدين، وإنما ضد القوة الضعف، وضد الجهل العلم». وعرّفها ابن فارس الرازي بقوله: «المتضادان: الشيئان لا يجوز اجتماعهما في وقت واحد كالليل والنهار». ويلحظ في التضاد ضرب من المشترك اللفظي الذي يتجلّى في احتواء اللفظة الواحدة على معنيين مشتركين في النطق ولكنهما متباينان في الدلالة، فإذا ما وصل هذا التباين حدَّ التناقض والتعاكس عُدَّت اللفظة في الأضداد. واللغويون الذين سلكوا التضاد في جملة المشترك اللفظي نصّوا على أنه نوع أخصّ منه؛ من هؤلاء: سيبويه، وقُطرُب، والسجستاني، والمبرد، وابن الأنباري، وغيرهم.

الأضداد في اللغة العربية

ومن أمثلة التضاد: السُّدْفة، تدل على الظلمة وعلى الضوء، والصريم: لليل والنهار، والصارخ: للمغيث والمستغيث، والناهل: للعطشان، وللذي شرب حتى رَوِيَ، وأَمَم يقال: أمر أَمَمٌ إذا كان عظيماً، وأمر أَمَمٌ إذا كان صغيراً، والجُدُّ: البئر القليلة الماء، والكثيرة الماء.

وقد علَّلَ الدارسون ـ قدماء ومحدثين ـ وجود هذه الظاهرة اللغوية، أو أسباب نشأتها بعوامل أهمها:

1 ـ اختلاف اللهجات من قبيلة إلى أخرى في تقدير الدلالة اللغوية وتحديدها بدقة، وهو تعليل وجيه، إذ من غير المقبول أن يُسمّي القوم الذين يعيشون في بيئة واحدة الشيء باسم ذي معنى معيّن ثمّ يسموه بنقيضه. وقد أوضح ذلك صراحة ابن الأنباري حين قال: «إذا وقع الحرف (الكلمة) على معنيين متضادين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع». ولعلّ هذا الرأي من أكثر ما قيل في تعليل الأضداد سلامة بمعايير التحليل اللغوي القديمة والحديثة على السواء. وقد عزّزه ابن الأنباري بقوله أيضاً: «إذا وقع الحرف على معنيين متضادين فمحال أن يكون العربي أوقعه عليهما بمساواة منه بينهما، ولكن أحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثم سمع بعضهم لغة بعض فأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء».

2 ـ الخلط بين المعنيين بعدم مراعاة دقّة الدلالة اللغوية التي وضعت لكل منهما أصلاً، فمثل هذا الاتساع يؤدّي إلى التداخل، ثم يفضي إلى التضاد، كلفظة الظنّ التي صارت تعني الشك واليقين، في حين كانت تعني إدراك الشيء أو علمه. وكلفظة الصريم، لليل والنهار، وأصلهما من الصَّرْم، أي القطع أو الانتهاء، فكلٌّ منهما ينصرم عن صاحبه، ولذا لم يكن هذا عند بعضهم من الأضداد.

3 ـ التطور الدلالي الذي في ضوئه يمكن تعليل إطلاق معنى الطرب على الحزن والفرح وسلكه في الأضداد، في حين يرى ابن الأنباري أنه «ليس هو الفرح ولا الحزن، إنما هو خفّة تلحق بالإنسان في وقت فرحه وحزنه». وقد يُلحظ هذا ـ اليوم ـ في الحركات وضرب الراح بعضها ببعض وإطلاق النار في حالي الفرح والحزن مما يرجّح أن هذا أصل المعنى، ثم بالتطور اللغوي خُصّص للدلالة على ضدين. وقل مثل ذلك في المأتم الذي يدل على الضديّة في الحزن والفرح عند بعضهم، وإن كان يدل في الأصل على الجماعة، أو على جماعة النساء خاصة، في السرّاء والضرّاء. أي إن المعنى العام القديم تطور إلى معنيين متضادين.

4 ـ نقلُ المعنى عمداً من الحقيقة أو أصل الوضع إلى المجاز بقصد التفاؤل، أو التهكّم، وتجنّباً لما يخلّفه ذكر المعنى صراحةً من أثر في النفس، مما استدعى معاودة البحث عند العربي عن ألفاظ لا تُذكِّر بالتشاؤم أو بالكوارث، ثمَّ شاعت المعاني الجديدة وصارت بقوّة المعنى الأصل، نحو: «السليم» للديغ، و«البصير» للأعمى، و«المفازة» للمهلكة (البيداء)، و«القافلة» تفاؤلاً بقفولها، أي رجوعها، وإن كانت ذاهبة. ونحو ذلك لفظة «التقريظ» التي تُستعمل أصلاً لمدح الحي ويقابلها التأبين لمدح الميت، فهذه ذكَرَها ابن الأنباري وقطرب في معرض الذم، وتوجد في الأضداد بهذا المعنى التهكمي الجديد. وثمة من لا يعتد بهذا في الأضداد لأن مداره على نيّة المتكلم وحده، لا على الكلمة المفردة بصرف النظر عن دلالتها في التركيب.

5  ـ احتمال الصيغ الصرفية لمعنيين متضادين كأن تكون الصيغة بمعنى الفاعل والمفعول نحو: شكور، غفور بمعنى: شاكر، غافر، ورسول بمعنى: مُرسَل. وكذلك صيغة فعيل الدالة على الفاعل في: سميع وعليم وقدير، وعلى المفعول في: كحيل، وطريد، وجريح، وصيغة فاعل بمعنى مفعول في مثل قوله تعالى: )فهو في عيشة راضية( (الحاقة 21) أي مرضية، ومثل: خائف، وعائذ، وآمن، وكذا الصيغة الدالة على اسم الفاعل والمفعول معاً في مثل: المُحتلّ، والمختار، من مضعَّف الثلاثي وأجوف الرباعي، فكل هذا يدرجونه في الأضداد شريطة ألا يدخل على الكلمة تغيير، أو يجري في تصريفها اختلاف.

وأنكر الأضداد بعض اللغويين كابن درستويه، فقد نقل عنه السيوطي قوله: «النَّوْء: الارتفاع بمشقة وثقل، ومنه قيل للكوكب: قد ناء، إذا طلع. وزعم قوم من اللغويين أن النوء السقوط أيضاً، وأنه من الأضداد، وقد أوضحنا الحجة عليهم في ذلك في كتابنا الذي عملناه في إبطال الأضداد». وممّن قال بوجود الأضداد ابن فارس وقد ردّ على القائلين بإبطالها فقال: «.. وأنكر ناس هذا المذهب وأنّ العرب تأتي باسم واحد لشيء وضده، وهذا ليس بشيء، وذلك أن الذين رووا أن العرب تُسمّي السيف مهنداً والفرس طِرْفاً هم الذين رووا أن العرب تُسمّي المتضادين باسم واحد» وقال: «وقد جرّدنا في هذا كتاباً ذكرنا فيه ما احتجوا به وذكرنا ردَّ ذلك ونقضه».

وأشهر من ألّف في الأضداد محمد بن المستنير الملقب بقُطْرُب (206هـ)، والأصمعي (215هـ) وأبو عبيد القاسم بن سلام (222هـ) وأبو محمد عبد الله التُّوَّزي (بين 230 و250 هـ)، وابن السِّكِّيت (244هـ)، وأبو حاتم سهل بن محمد السِجستاني (248هـ)، وأبو بكر بن القاسم الأنباري (328هـ)، وأبو الطيب اللغوي (359هـ)، وأبو محمد سعيد المعروف بابن الدهان (569هـ)، وأبو الفضائل الحسن بن محمد الصَّغاني (650هـ). وتحسن الإشارة هنا إلى أن عدداً من اللغويين السابقين لهؤلاء قد قرن ذكرهم بالأضداد في ألفاظ رويت عنهم كأبي عمرو بن العلاء، ويونس بن حبيب، والخليل، والكسائي، والشيباني.. وإن لم يصطلحوا على التسمية، أو يؤلّفوا في الأضداد.